اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 338
القديم العليم الحكيم
أَلا إِنَّ لِلَّهِ اى تنبهوا ايها المسرفون الجاهلون بقدرة الله المتوحد المنفرد بذاته المتجلى في الآفاق حسب أسمائه وصفاته مظاهر مَنْ فِي السَّماواتِ اى العلويات من الأسماء والصفات الموسومات بالملائكة وَكذا مظاهر مَنْ فِي الْأَرْضِ من الثقلين وهم مع كمال فضلهم وشرفهم وعلو شأنهم لا يستحقون بالالوهية والربوبية فكيف تستحق هؤلاء الجمادات الساقطة عن درجة الاعتبار وَظاهران ما يَتَّبِعُ المشركون الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكاءَ في ألوهيته مستحقين للعبادة كعبادته الا الزور الباطل والزيغ الزائل بل إِنْ يَتَّبِعُونَ وما يقتدون هؤلاء الضالون المشركون المفرطون إِلَّا الظَّنَّ والتخمين الناشئ من جهلهم وغفلتهم عن سرسريان هوية الحق المطلق والثابت في المظاهر كلها لذلك حصروها في مظهر دون مظهر وَبالجملة إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ اى ما هم في ادعائهم وحصرهم هذا الا كاذبون كذبا مبينا آفكون إفكا عظيما تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا كيف تغفلون عن الله ايها الجاهلون
وكيف تشركون معه غيره ايها الجاحدون المحجوبون مع انه سبحانه هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ بكمال قدرته وحكمته لباسا لكم لِتَسْكُنُوا فِيهِ وتستريحوا من المتاعب وَكذا قد جعل لكم النَّهارَ مُبْصِراً لتهتدوا الى مطالبكم في امور معاشكم إِنَّ فِي ذلِكَ الجعل والتقدير لَآياتٍ عظاما ودلائل جساما دالة على كمال قدرته ومتانة حكمه وحكمته وتوحده في ألوهيته وتفرده في ربوبيته واستقلاله في التصرف مطلقا بلا مظاهرة احد ومشاركة ضد وند لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ سمع تدبر وتدرب واستكشاف تام بعزيمة صادقة صافية عن شوب الغفلة والذهول وهم من كثافة حجبهم وغشاوة قلوبهم واسماعهم وأبصارهم ما قدروا الله حق قدره لذلك نسبوا اليه ما هو منزه عنه سبحانه
حيث قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ وتعالى عما يقول الظالمون في شأنه علوا كبيرا كيف يكون له سبحانه ولد مع انه هُوَ الْغَنِيُّ بذاته عن التعدد مطلقا وليس لغيره وجود أصلا بل لَهُ سبحانه مظاهر ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ اى العلويات والسفليات حيث ظهر سبحانه حسب أسمائه الحسنى وصفاته العليا بمقتضى التجلي الحبى الشوقى اللطفى بلا انصباغ له بالكون بل بالتمثل والانعكاس وبامتداد الظل ورش النور إِنْ عِنْدَكُمْ وما معكم وليس دونكم ايها الجاهلون الجاحدون بمعرفة الله وحق قدره مِنْ سُلْطانٍ اى حجة وبرهان بِهذا الادعاء الكاذب والقول الباطل بل ما تتكلمون به الا افتراء ومراء أَتَقُولُونَ وتفترون عَلَى اللَّهِ المنزه المقدس ما لا تَعْلَمُونَ ولا تدركون لياقته بجنابه ايها المفترون المبطلون
قُلْ يا أكمل الرسل نيابة عنا للمكذبين المفترين كلاما ناشئا عن محض حكمته إِنَّ المسرفين المفرطين الَّذِينَ يَفْتَرُونَ وينسبون عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ولا يفوزون في النشأة الاخرى بمرتبة التوحيد التي هي معراج اهل الكمال بل ما يحصل لهم بافترائهم هذا
وان حصل الا مَتاعٌ اى تمتع قليل فِي الدُّنْيا من الرياسة والجاه ثُمَّ بعد انقضاء النشأة الاولى إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ في النشأة الاخرى ثُمَّ بعد تيقنهم وكشفهم فيها نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بدل ما قد تلذذوا بالمحرمات والمكروهات في النشأة الاولى بِما كانُوا يَكْفُرُونَ اى بشؤم كفرهم وشركهم
وَاتْلُ يا أكمل الرسل عَلَيْهِمْ تذكيرا وتعريضا نَبَأَ نُوحٍ اى قصته مع قومه وقت إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ حين استعظموا امره وقصدوا إهلاكه عنادا ومكابرة يا قَوْمِ أضافهم الى نفسه بمقتضى شفقة النبوة إِنْ كانَ كَبُرَ اى قد
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 338